دورة تأهيلية لرمضان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أختي الغالية، لا نزال في انتظار قدوم شهر الرحمة، شهر الطاعة، شهر البركة، شهر المغفرة، شهر العتق من النار، ولكن هل قرع تفكيرك ما هي الطاعات التي يمكن أن تقربنا من الله في رمضان؟ ما هي الطاعات التي بها تغفر السيئات؟ ما هي الطاعات التي تُعتق بها الرقاب من النار؟ أعيريني أيتها الحبيبة عقلك وكيانك، فالإجابة فيما تحمله تلك السطور القادمة:
لا بد أخيتي الحبيبة أولًا أن نتعلم الصبر، لقد عرف بعض العلماء الصبر: بأنه حبس النفس عن الجزع والتسخط، وحبس اللسان عن الشكوى، وحبس الجوارح عن كل فعل محرم؛ كلطم الخدود وشق الجيوب والدعاء بالويل والثبور.
وشهر رمضان أيتها الحبيبة الغالية هو شهر الصبر؛ الصبر على الجوع والعطش، والصبر على الطاعات، والصبر عن المعاصي.
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين: قوله في الحديث: ((الصلاة نور...، والصبر ضياء)) [رواه مسلم]، الفرق بين النور في الصلاة والضياء في الصبر؛ أن الضياء في الصبر مصحوب بحرارة لما في ذلك من التعب القلبي والبدني في بعض الأحيان.
وللصبر أنواع:
1. صبر على طاعة الله.
2. صبر عن معصية الله.
3. صبر على المصائب والمكاره.
ترى.. هل نستطيع:
- الصبر على أداء القيام في رمضان؟
- الصبر على ترك ما يعرض في التلفاز من مسلسلات وأفلام؟
- الصبر على الجوع والعطش دون ضجر؛ خاصة أن رمضان هذا العام يأتي في أواخر الصيف؟
أن نحرص في تلك الامور على الصبر:
1- قبل العبادة: بتصحيح النية، والإخلاص والصبر على شوائب الرياء.
2- أثناء العبادة: وهي أن لا تغفلي عن التوجه بقلبك وجوارحك إلى الله تعالى أثناء العبادة، ولا تتكاسلي عن فعل الآداب والسنن والصبر على ذلك كله.
3- بعد الفراغ من العبادة: بالصبر على نداء النفس لإفشاء الطاعة لأجل الرياء والسمعة، وعن كل ما يبطل عمله، فمن لم يصبر بعد الصدقة عن المن والأذى أبطلها) [مختصر منهاج القاصدين].
إن الدعاء نعمة عظيمة منَّ بها سبحانه على عباده، فهو يأمرهم بطلب جلب النفع ودفع الضر منه سبحانه، ووعدهم بالإجابة، ليكون ذلك برهانًا على كرمه وجوده تعالى.
والدعاء شأنه عظيم، ونفعه عميم، فما استجلبت النعم بمثله، ولا استدفعت النقم بمثله، فما أشد حاجة العباد إلى الدعاء، فهو جنة المؤمن في الدنيا، فينبغي أن نلتزم الدعاء في كل وقت وحين.
قال ابن القيم: (من أراد الله به خيرًا فتح له باب الذل والانكسار، ود والله اللجوء إلى الله والانكسار إليه).
قال لقمان لابنه: (يا بني، عود لسانك الاستغفار، فإن لله ساعات لا يرد فيها سائلًا).
ثم لتعلم الفتاة المسلمة أن من التزم بشروط الدعاء فله من الله ثمرة مضمونة؛ وهي الحصول على الخير ونيل النصيب الوافر، فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما على الأرض مسلم يدعو الله تعالى بدعوة إلا أتاه الله إياها، أو صرف عنه من السوء مثلها ما لم يدعُ بإثم أو قطيعة رحم))، قال رجل: إذا أكثر؟ قال: ((الله أكثر)) [قال الألباني: حسن صحيح].
وفي الحديث أيضًا دليل على أن دعاء المؤمن لا يُهمل، بل يعطى إما عاجلًا أو يؤجل أو يصرف إلى خير، فخير الله عظيم، وخزانته ملئى لا تنفد، فلتدعُ المسلمة بما تشاء من خيري الدنيا والآخرة، فالدعاء حديث مباشر بينك وبين الله، تعبرين فيه بلسان حالك، وهو من أعظم العبادات التي يمكن أن نتقرب بها إلى الله في رمضان، فعودي يديك زهرتي على مدهما إلى من لا تأخذه سنة ولا نوم، إلى من بيده الأمر كله، ارفعيهما بذل وانكسار، إلى الكريم الغفار.
الوقت ثروة يمتلكها الغني والفقير، والوضيع والأمير، ولكنها مع الأسف ثروة مهدرة في حياة كثير من الناس، فالليل والنهار يتعاقبان على جميع البشر.
وإن التنبيه على أهمية الوقت، قال تعالى ((أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ)) [المؤمنون:115]، وإن من فضله سبحانه أن جعل الليل يخلف النهار والنهار يخلف الليل، فمن فاته عمل في أحدهما حاول أن يتداركه في الآخر ((وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا)) [الفرقان:62]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع؛ عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه، وعن ماله؛ من أين اكتسبه وفيم أنفقه)) [رواه الترمذي وقال حديث صحيح حسن]، وتزداد أهمية الوقت في هذا الشهر الكريم الذي حريٌّ بمن كان يضيع وقته في غيره أن يعيد النظر في استغلاله، بل وحريٌّ بمن كان يستغل وقته في غيره أن يضاعفه فيه.
ورغم العلم بأهمية الوقت، وأن وأن أهميته تتضاعف في شهر رمضان؛ إلا أننا نجد بعض الفتيات تستخف بالوقت، فتضيع ليلها في السهر أمام المسلسلات والأفلام وبرامج التلفاز غير النافعة، ونهارها في النوم بعد طول السهر، فتلك تضيع الليل والنهار.
لنسمع إلى كلام ابن القيم في "زاد المعاد"، إذ يقول رحمه الله: (وكان من هديه صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان الإكثار من أنواع العبادات، فكان جبريل عليه السلام يدارسه القرآن في رمضان، وكان إذا لقيه جبريل أجود من الريح المرسلة، وكان أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان، يكثر الصدقة والإحسان وتلاوة القرآن والصلاة والذكر والاعتكاف، وكان يخص رمضان من العبادة ما لا يخص به غيره من الشهور، حتى إنه كان ليواصل فيه أحيانًا ليوفر ساعات ليله ونهاره على العبادة...).
أن عمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم قصير، وهذا دافع لاستغلال العمر بما ينفع؛ فإياك أخيتي وتضييع الوقت في رمضان، فهو موسم الحسنات، فإن لم نغتنم فيه الأوقات فمتى نغتنمها؟! واحذري فقد يكون هذا أخر عهدك برمضان، فإنها آجال مضروبة، لا يدري المرء متى تحين نهايته.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أختي الغالية، لا نزال في انتظار قدوم شهر الرحمة، شهر الطاعة، شهر البركة، شهر المغفرة، شهر العتق من النار، ولكن هل قرع تفكيرك ما هي الطاعات التي يمكن أن تقربنا من الله في رمضان؟ ما هي الطاعات التي بها تغفر السيئات؟ ما هي الطاعات التي تُعتق بها الرقاب من النار؟ أعيريني أيتها الحبيبة عقلك وكيانك، فالإجابة فيما تحمله تلك السطور القادمة:
أولًا ـ الصبر "زهرة والصبر":
لا بد أخيتي الحبيبة أولًا أن نتعلم الصبر، لقد عرف بعض العلماء الصبر: بأنه حبس النفس عن الجزع والتسخط، وحبس اللسان عن الشكوى، وحبس الجوارح عن كل فعل محرم؛ كلطم الخدود وشق الجيوب والدعاء بالويل والثبور.
وشهر رمضان أيتها الحبيبة الغالية هو شهر الصبر؛ الصبر على الجوع والعطش، والصبر على الطاعات، والصبر عن المعاصي.
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين: قوله في الحديث: ((الصلاة نور...، والصبر ضياء)) [رواه مسلم]، الفرق بين النور في الصلاة والضياء في الصبر؛ أن الضياء في الصبر مصحوب بحرارة لما في ذلك من التعب القلبي والبدني في بعض الأحيان.
وللصبر أنواع:
1. صبر على طاعة الله.
2. صبر عن معصية الله.
3. صبر على المصائب والمكاره.
ترى.. هل نستطيع:
- الصبر على أداء القيام في رمضان؟
- الصبر على ترك ما يعرض في التلفاز من مسلسلات وأفلام؟
- الصبر على الجوع والعطش دون ضجر؛ خاصة أن رمضان هذا العام يأتي في أواخر الصيف؟
أن نحرص في تلك الامور على الصبر:
1- قبل العبادة: بتصحيح النية، والإخلاص والصبر على شوائب الرياء.
2- أثناء العبادة: وهي أن لا تغفلي عن التوجه بقلبك وجوارحك إلى الله تعالى أثناء العبادة، ولا تتكاسلي عن فعل الآداب والسنن والصبر على ذلك كله.
3- بعد الفراغ من العبادة: بالصبر على نداء النفس لإفشاء الطاعة لأجل الرياء والسمعة، وعن كل ما يبطل عمله، فمن لم يصبر بعد الصدقة عن المن والأذى أبطلها) [مختصر منهاج القاصدين].
ثانيًا ـ زهرة والدعاء:
إن الدعاء نعمة عظيمة منَّ بها سبحانه على عباده، فهو يأمرهم بطلب جلب النفع ودفع الضر منه سبحانه، ووعدهم بالإجابة، ليكون ذلك برهانًا على كرمه وجوده تعالى.
والدعاء شأنه عظيم، ونفعه عميم، فما استجلبت النعم بمثله، ولا استدفعت النقم بمثله، فما أشد حاجة العباد إلى الدعاء، فهو جنة المؤمن في الدنيا، فينبغي أن نلتزم الدعاء في كل وقت وحين.
قال ابن القيم: (من أراد الله به خيرًا فتح له باب الذل والانكسار، ود والله اللجوء إلى الله والانكسار إليه).
قال لقمان لابنه: (يا بني، عود لسانك الاستغفار، فإن لله ساعات لا يرد فيها سائلًا).
ثم لتعلم الفتاة المسلمة أن من التزم بشروط الدعاء فله من الله ثمرة مضمونة؛ وهي الحصول على الخير ونيل النصيب الوافر، فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما على الأرض مسلم يدعو الله تعالى بدعوة إلا أتاه الله إياها، أو صرف عنه من السوء مثلها ما لم يدعُ بإثم أو قطيعة رحم))، قال رجل: إذا أكثر؟ قال: ((الله أكثر)) [قال الألباني: حسن صحيح].
وفي الحديث أيضًا دليل على أن دعاء المؤمن لا يُهمل، بل يعطى إما عاجلًا أو يؤجل أو يصرف إلى خير، فخير الله عظيم، وخزانته ملئى لا تنفد، فلتدعُ المسلمة بما تشاء من خيري الدنيا والآخرة، فالدعاء حديث مباشر بينك وبين الله، تعبرين فيه بلسان حالك، وهو من أعظم العبادات التي يمكن أن نتقرب بها إلى الله في رمضان، فعودي يديك زهرتي على مدهما إلى من لا تأخذه سنة ولا نوم، إلى من بيده الأمر كله، ارفعيهما بذل وانكسار، إلى الكريم الغفار.
ثالثًا ـ زهرة والوقت:
الوقت ثروة يمتلكها الغني والفقير، والوضيع والأمير، ولكنها مع الأسف ثروة مهدرة في حياة كثير من الناس، فالليل والنهار يتعاقبان على جميع البشر.
وإن التنبيه على أهمية الوقت، قال تعالى ((أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ)) [المؤمنون:115]، وإن من فضله سبحانه أن جعل الليل يخلف النهار والنهار يخلف الليل، فمن فاته عمل في أحدهما حاول أن يتداركه في الآخر ((وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا)) [الفرقان:62]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع؛ عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه، وعن ماله؛ من أين اكتسبه وفيم أنفقه)) [رواه الترمذي وقال حديث صحيح حسن]، وتزداد أهمية الوقت في هذا الشهر الكريم الذي حريٌّ بمن كان يضيع وقته في غيره أن يعيد النظر في استغلاله، بل وحريٌّ بمن كان يستغل وقته في غيره أن يضاعفه فيه.
ورغم العلم بأهمية الوقت، وأن وأن أهميته تتضاعف في شهر رمضان؛ إلا أننا نجد بعض الفتيات تستخف بالوقت، فتضيع ليلها في السهر أمام المسلسلات والأفلام وبرامج التلفاز غير النافعة، ونهارها في النوم بعد طول السهر، فتلك تضيع الليل والنهار.
لنسمع إلى كلام ابن القيم في "زاد المعاد"، إذ يقول رحمه الله: (وكان من هديه صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان الإكثار من أنواع العبادات، فكان جبريل عليه السلام يدارسه القرآن في رمضان، وكان إذا لقيه جبريل أجود من الريح المرسلة، وكان أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان، يكثر الصدقة والإحسان وتلاوة القرآن والصلاة والذكر والاعتكاف، وكان يخص رمضان من العبادة ما لا يخص به غيره من الشهور، حتى إنه كان ليواصل فيه أحيانًا ليوفر ساعات ليله ونهاره على العبادة...).
أن عمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم قصير، وهذا دافع لاستغلال العمر بما ينفع؛ فإياك أخيتي وتضييع الوقت في رمضان، فهو موسم الحسنات، فإن لم نغتنم فيه الأوقات فمتى نغتنمها؟! واحذري فقد يكون هذا أخر عهدك برمضان، فإنها آجال مضروبة، لا يدري المرء متى تحين نهايته.